من قصائد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب خليفة عثمان بن عفان - رضي الله عنه- ، له مواقف إسلامية خالدة، ومعظم ما كان ينظمه يتعلق بيوم الحساب، له مناجاة منظومة بشكل قصيدة تعرف بالمناجاة المنظومة، نذكر له اليوم قصيدة "النفسُ تبكي على الدنيا":
النفسُ تبكي على الدنيا وقد علمـت
أن السعادة فيهـا تـرك مـا فيهـا
لا دارٌ للمرءِ بعـد المـوت يسكُنهـا
إلا التي كـانَ قبـل المـوتِ بانيهـا
فـإن بناهـا بخيـر طـاب مسكنُـه
وإن بناهـا بشـر خـاب بانيـهـا
أموالنـا لـذوي الميـراث نجمعُهـا
ودورنـا لخـراب الدهـر نبنيـهـا
أين الملوك التـي كانـت مسلطنـةً
حتى سقاها بكأس المـوت ساقيهـا
فكم مدائنٍ فـي الآفـاق قـد بنيـت
أمست خرابا وأفنى المـوتُ أهليهـا
لا تركِنَـنَّ إلـى الدنيـا ومـا فيهـا
فالمـوت لا شـك يُفنينـا ويُفنيهـا
لكل نفس وان كانـت علـى وجـلٍ
مـن المَنِـيَّـةِ آمــالٌ تقويـهـا
المـرء يبسطهـا والدهـر يقبضُهـا
والنفس تنشرها والمـوت يطويهـا
إنمـا المكـارم أخــلاقٌ مطـهـرةٌ
الديـن أولهـا والعـقـل ثانيـهـا
والعلـم ثالثهـا والحلـم رابعـهـا
والجود خامسها والفضـل سادسهـا
والبـر سابعهـا والشكـر ثامنـهـا
والصبـر تاسعهـا والليـن باقيهـا
والنفـس تعلـم أنـى لا أصادقهـا
ولسـت ارشـدُ إلا حيـن اعصيهـا
واعمل لدار ٍغـداً رضـوانُ خازنهـا
والجـار احمـد والرحمـن ناشيهـا
قصورهـا ذهـب والمسـك طينتهـا
والزعفـران حشيـشٌ نابـتٌ فيهـا
أنهارها لبنٌ محـضٌ ومـن عسـل
والخمر يجري رحيقاً فـي مجاريهـا
والطير تجري على الأغصان عاكفـةً
تسبـحُ الله جهـراً فـي مغانيـهـا
من يشتري الدار في الفردوس يعمرها
بركعـةٍ فـي ظـلام الليـل يحييهـا
من هو ؟
أبو الحسن علي بن أبي طالب الهاشمي (17 مارس 599 - 28 فبراير 661م) رابع الخلفاء الراشدين ، ولد في مكة وأسلم قبل الهجرة النبوية وهاجر إلى المدينة المنورة مع النبي تزوج ابنته فاطمة الزهراء بويع بالخلافة سنة 656م بالمدينة المنورة بعد مقتل عثمان بن عفان حدثت في عهده فتن وصراعات وقتل في الكوفة سنة 661م
.
أبوه هو أبو طالب بن عبدالمطلب بن هاشم وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف أسلم وهو صغير وبعد الهجرة النبوية تركه النبي على فراشه يوم هجرته ليوهم المشركين بأنه هو النبي وأوصاه بأداء الأمانات التي كانت لأهل مكة عند النبي
شارك الإمام علي بالمعارك التالية في زمن النبي: معركة الخندق ، معركة أحد ، معركة بدر ، معركة مؤتة .
استلم الإمام علي - كرم الله وجهه- الحكم بعد عثمان بن عفان - رضي الله عنه- , قام بنقل عاصمة الخلافة من المدينة إلى الكوفة. وكانت مدة خلافته خمس سنوات و ثلاثة أشهر.
أما عن اغتياله فقد كان علي يصلي صلاة الصبح في المسجد وهو يؤم المسلمين، وعندما سجد علي في صلاته قام عبدالرحمن بن ملجم بضرب علي بالسيف على رأسه فقال علي قولته المشهورة بين المسلمين "فزت ورب الكعبة" .. وكان عبدالرحمن بن ملجم قد أشترى السيف الذي ضرب به ونقعه بالسم. و تولى غسله و تجهيزه ابناه الحسن بن علي و الحسين بن علي.
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "الجنة تشتاق إلى ثلاثة علي وعمار وأبو ذرّ" {حديث حسنٌ رواه الهيثمي في "مَجْمَعِ الزوائد"}
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم خيبر : "لأعطين الراية غدا رجلا يفتح على يديه ، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله". فبات الناس ليلتهم أيهم يعطى ، فغدوا كلهم يرجونه، فقال: "أين علي؟ ". فقيل: "يشتكي عينيه"،فمسح على عينيه ودعا له ، فبرأ كأن لم يكن به وجع ، فأعطاه ، فقال علي: "أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا ؟" فقال : "انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ، ثم ادعهم إلى الإسلام ، وأخبرهم بما يجب عليهم ، فوالله لأن يهدي الله رجلا بك ، خير لك من أن يكون لك حمر النعم" {رواه البُخاري في "صحيح البُخاري
منقول"}